top of page

نحو القمة

تزدهر السياحة في منطقة الشرق الأوسط بمزيجها الفريد من الفخامة والتقاليد والخبرات الغنية، مما يجذب أعداداً متزايدة من الزوار من جميع أنحاء العالم.


ناصر النويس، رئيس مجلس إدارة روتانا


تأسر منطقة الشرق الأوسط زوارها بمعالمها الرائعة وتجاربها الثرية والمتنوعة، حيث الصحاري مترامية الأطراف، والكثبان الرملية الخلابة التي خلدتها هوليوود، والأسواق النابضة بالحياة، والفخامة التي لا تضاهى، والتراث العريق، والمأكولات الشهية، وبالطبع، كرم الضيافة المميز. بفضل هذا السحر الفريد، لا عجب أن صناعة السياحة تشهد ازدهاراً كبيراً في المنطقة.


تشير أعداد الزوار التي أعلنت مؤخراً إلى الانتعاش القوي الذي يشهده قطاع السياحة في دول مجلس التعاون الخليجي، مما يسلط الضوء على الجاذبية المتزايدة للمنطقة. وتشير الإنجازات الأخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر إلى مستقبل واعد لصناعة السفر في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تسعى كل من عُمان والبحرين والكويت جاهدة كذلك إلى إعادة تعريف المشهد السياحي فيها.


قدوةً يحتذى بها

تحتفظ دبي بمكانتها كإحدى الوجهات المفضلة للمسافرين حول العالم، وقد تجسد ذلك في استقبالها لعدد قياسي من الزوار بلغ 17,15 مليون زائر في عام 2023. يأتي هذا الإنجاز متماشياً مع أجندة دبي الاقتصادية التي تهدف إلى وضع دبي ضمن قائمة أفضل ثلاث مدن عالمية للأعمال والترفيه، مما يعزز مكانتها كوجهة مثالية للزيارة والعيش والعمل.



ويعزز من جاذبية دبي ذلك المزيج الفريد من العمارة المميزة، والبنية التحتية عالمية المستوى، والخدمات الاستثنائية، والتجارب الفاخرة التي تمزج بين الحداثة والتقاليد، مما يعد بمغامرات لا تُنسى. وربما يكون أكثر ما يميز دبي هو أنها لا تركن إلى الإنجازات السابقة، بل تستمر في تجاوز الحدود والعمل باستمرار على تطوير المشهد السياحي في الدولة، حيث تعمل بلا كلل على تنظيم أجندة فعاليات فريدة على مدار العام، وتقود تطوير مسارات جديدة لجذب الزوار، لتصبح رائدة في المشهد السياحي العالمي.


تجاوز التوقعات

عندما فتحت المملكة العربية السعودية أبوابها للعالم، واتخذت خطواتها الأولى في رحلتها السياحية، وضعت استراتيجيات طموحة لرعاية القطاع، بما في ذلك تقديم خارطة طريق لاستقبال 100 مليون زائر بحلول عام 2030. ومع ذلك، وبفضل جهود التنمية السياحية القوية في السنوات الأخيرة، تجاوزت المملكة أهدافها قبل سبع سنوات من الموعد المحدد. ووصل عدد الزوار إلى 106 ملايين زائر في عام 2023، منهم 79 مليون زائر محلي وأكثر من 27 مليون سائح دولي. وفي ضوء هذا الإنجاز، قامت المملكة بمراجعة أهدافها لعام 2030، ورفع سقف طموحاتها حيث تسعى الآن إلى الترحيب بـ 150 مليون زائر سنوياً بحلول نهاية العقد.



ويمكن أن يُعزى نجاح قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية إلى حد كبير إلى مشاريعها العملاقة الطموحة، ففي حين فتحت بعض الوجهات أبوابها للزوار، لا يزال بعضها الآخر قيد الإنشاء. وتتنوع هذه المشاريع بين التحف المعمارية التي ستعيد تعريف المشهد الحضري في المملكة، وجزر البكر التي تبرز جمال الطبيعة الخلابة.


وتمثل قدرة المملكة على المزج بين التفكير التقدمي والتراث الأصيل أحد أسباب نجاحها، شأنها شأن بقية دول المنطقة.


ويتجلى ذلك في مشاريعها التي لا تكتفي بإبراز النهج المعاصر الذي تتبناه البلاد، بل تحتفي أيضاً بثقافتها العريقة. فعلى سبيل المثال، بينما ستضم جزيرة سندالة الفاخرة القادمة مرسى نابضاً بالحياة يستقطب أفخم اليخوت العالمية إلى شواطئ المملكة، ستتيح مشاريع أخرى مثل الدرعية للزوار فرصة استكشاف ماضي المملكة والتعرف على تراثها العريق.


إنجازات كبيرة

حققت قطر نجاحاً باهراً في ترسيخ مكانتها كوجهة عالمية، ويتجلى ذلك في إنجازاتها الرائعة خلال السنوات الأخيرة. فبعد استضافتها الناجحة لكأس العالم لكرة القدم في عام 2022، تعززت جاذبية قطر بشكل أكبر عام 2023، حيث استقبلت عدداً قياسياً من الزوار بلغ أربعة ملايين زائر. وساهمت فعاليات مثل مهرجان قطر للتسوق وكأس آسيا في تعزيز نمو السياحة في البلاد.



وبناءً على هذا النجاح، استقبلت قطر أكثر من مليون ونصف زائر دولي في أول شهرين من عام 2024 وحده، مدفوعة بأحداث شهيرة مثل معرض الدوحة للمجوهرات والساعات ومهرجان قطر الدولي للأغذية. وتواصل قطر التزامها باستقطاب المزيد من السياح سنوياً، مستفيدة من الزخم الذي تولده مثل هذه الأحداث العالمية.


تركيز جديد

استضافت أبوظبي في عام 2023 ما يقرب من 24 مليون زائر الليلة الواحدة، بفضل معالمها الثقافية النابضة بالحياة. وكشف تقرير أصدرته دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي العام الماضي أن الإمارة سجلت ثلاثة ملايين زيارة لمواقعها الثقافية في عام 2022، مع معدل رضا الزوار بلغت 99 في المائة. وتواصل العاصمة الإماراتية الاستثمار في عروضها الثقافية المتنوعة بدءاً من مواقع التراث العالمي لليونسكو مثل واحة العين وحتى المعالم التاريخية مثل قصر الحصن، والمعالم المعمارية المعاصرة مثل متحف اللوفر أبوظبي، وذلك لجذب أعداد متزايدة من الزوار. ومع إضافة المتنزهات الترفيهية الشهيرة والمراكز التجارية الفخمة، تواصل أبوظبي تعزيز مكانتها كوجهة سياحية رائدة.



وفي إطار التزامها بتطوير قطاع السياحة، أطلقت أبوظبي مؤخراً استراتيجية أبوظبي للسياحة 2030. وتهدف هذه الخطة الطموحة إلى الارتقاء بقطاع السياحة في الإمارة من خلال زيادة أعداد الزوار إلى 39.3 مليون بحلول عام 2030. ولتحقيق أهدافها، تم تحديد 26 مبادرة تركز على أربعة محاور رئيسية، تشمل تعزيز تجربة الضيوف الشاملة من خلال الكشف عن مواقع ثقافية إضافية ومتنزهات ترفيهية وعروض البيع بالتجزئة، وإثراء أجندة الفعاليات في الإمارة بالحفلات الموسيقية والمهرجانات والفعاليات العائلية على مدار العام، مما يضمن بقاء أبوظبي في طليعة الوجهات السياحية.


نهج موحد

مع استمرار تفوق صناعة السياحة في المنطقة على المقاييس العالمية عبر معايير مختلفة، فليس هناك من وقت أفضل لتعلن المنطقة عن رؤيتها الموحدة لتحقيق. ومن المتوقع أن يسهم الإطلاق الوشيك لنظام التأشيرات الموحد في تبسيط وتسهيل السفر إلى المنطقة، مما يعزز جاذبيتها للمسافرين العالميين.

Comentários


bottom of page