تتمتع العديد من المساجد بهندسة معمارية مذهلة وأهمية ثقافية تجعلها من بين المعالم التي تستحق الزيارة بجدارة في الشرق الأوسط
بدءاً من مسجد الشيخ زايد بأبوظبي وحتى المسجد الأزرق بإسطنبول، تتميز العديد من المساجد بالطراز المعماري الفريد والأهمية الدينية ما يجعلها مراكز جذب للزوار من جميع أنحاء العالم وبشكل متزايد. ولكن هناك العديد من المساجد لا تلقى ذات الحظ من الشهرة في الشرق الأوسط والتي لا تقل جمالاً عن المساجد الشهيرة، فبعضها يجسد الهندسة المعمارية التي تعود إلى قرون مضت، بينما البعض الآخر جديد نسبياً ولكنه يمثل إضافة مذهلة إلى قائمة المعالم الثقافية في المدينة.
مسجد الإمام الطيب
بيت العائلة الإبراهيمي هو رمز جديد للتسامح والتعايش، إذ يضم مسجد وكنيسة وكنيس (معبد يهودي) في نفس المنشأة. اُفتتح في وقت سابق من هذا العام في جزيرة السعديات بأبوظبي. يتميز مسجد الإمام الطيب بتصميم حديث مستوحى من قباب المساجد التقليدية، بينما يتميز التصميم الداخلي بقباب شاهقة مرفوعة على أعمدة.
يستقبل المسجد الزوار من معتنقي الديانات الأخرى مع دعوتهم إلى احترام وقت الصلوات من عتبات المشاهدة. يوفر البيت الإبراهيمي كذلك جولات تغطي أماكن العبادة الثلاثة مع أدلة يقدمون تعريفاً عن المكان باللغتين الإنجليزية والعربية.
المسجد الكبير بمركز دبي المالي العالمي
يتسق المسجد الكبير في تصميمه مع التصميم المعاصر الأنيق لمركز دبي المالي العالمي، حيث يبرز جوهر المسجد بتصميم معاصر يسمح بمرور الضوء بأناقة لداخل المسجد تاركاً تأثيراً مرقطاً.
مسجد السلام
يلفت مسجد السلام في حي البرشاء بدبي الأنظار إليه على الفور بواجهته المرجانية الفريدة واللمسات الذهبية التي تزينه ليبرز من بين صف من المنازل بلون بيج محايد. وعند الاقتراب أكثر من المسجد يتجلى جمال العمارة الأندلسية والعثمانية في تصميمه.
مسجد الشارقة
يعد مسجد الشارقة من المساجد القليلة في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي يرحب بالزوار من الديانات الأخرى، وهو إضافة جديدة نسبياً للإمارة. يقع المسجد عند تقاطع طريقي مليحة والإمارات في منطقة الطي بالشارقة، وبدأ العمل في عام 2014 بناء على مرسوم من حاكم الإمارة. ويمكن للمسجد استيعاب ما يصل إلى 25000 مُصلي في ذات الوقت، سواء داخل القاعات أو في الساحات الخارجية.
صُمم المسجد على الطراز العثماني وهو مستوحى من العمارة الإسلامية التقليدية المتواجدة في أماكن أخرى في المنطقة. وزُينت قُبة السقف في بهو الصلاة الرئيسي بالخط العربي المُذهب، ما يجعله تحفة معمارية تسر الناظرين.
يضم المسجد متحفاً ومتجراً للهدايا وساحة مفتوحة ونوافير وشلالات ومكتبة كبيرة غنية بالمراجع الإسلامية والثقافة.
المسجد العائم
المسجد العائم أو مسجد الرحمة بمدينة جدة من أوائل المساجد التي بُنيت على ساحل المملكة. يتميز المسجد ببناء أبيض وقُبة فيروزية تسهل رؤيتها من أي مكان في المدينة ويبدو وكأنه يطفو على سطح البحر الأحمر.
بُني المسجد في عام 1985 على مساحة 2400 متر مربع بطراز معماري مميز بـ 52 قُبة بيضاء ترفعها أعمدة كبيرة و56 نافذة منحوتة ومزينة بالزخارف الإسلامية التي تتلألأ تحت أشعة الشمس. يوفر المسجد أجواءً هادئة مع صوت ومنظر الأمواج التي تضرب الشاطئ.
مسجد قطر الكبير
يُعرف كذلك بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب وهو أكبر مسجد في قطر وأحد رموز فخرها، يتميز بتصميم إسلامي بسيط بأقواس رشيقة وقباب كبيرة، بينما يضفي عليه الرخام الفخم ذو اللون الترابي فخامة ملكية.
تضيء قباب المسجد بالضوء الأبيض بعد الغروب مما يمنحه بهاءً إضافياً. بهو الصلاة الكبير مغطى بالسجاد ومضاء بالثريات ويمكنه استيعاب ما يصل إلى 30 ألف زائراً في المرة الواحدة.
يستقبل المسجد الزوار من غير المسلمين خارج أوقات الصلاة، حيث يمكنهم الاستمتاع بمجموعة من البرامج الاجتماعية والتعليمية والثقافية التي تُعقد على مدار العام.
مسجد ومدرسة السلطان حسن
مسجد ومدرسة السلطان حسن أحد أهم المعالم التاريخية في القاهرة، ويعتبر من أروع المباني المعمارية المملوكية في مصر. بُني في القرن الـ 14 بطراز مدرسة مخصصة لتدريس الإسلام السُني بدلاً من طراز المسجد الجامع.
يمتد المسجد بطول 150 متراً وتطل أعلى مآذنه على القاهرة القديمة بارتفاع 68 متراً وقد كان إنجازاً معمارياً رائعاً في حينه ولا يزال أحد أكبر المساجد في العالم. يدخل الزوار إلى المسجد عبر بوابة ضخمة مزينة بزخارف جميلة تفضي إلى ممر مظلم صغير يؤدي إلى صحن المسجد الهادئ الذي تتوسطه نافورة بقُبة. على جانبي الساحة توجد 4 قاعات بسقف مُقبب شاهق الارتفاع مخصصة لتدريس المذاهب الأربعة للإسلام السُني.
تشمل تذاكر مسجد ومدرسة السلطان حسن أيضاً زيارة مسجد الرفاعي وضريح أسرة محمد على الملكي المجاور. وتعد زيارة المسجدين تجربة فريدة لرؤيتهما جنباً إلى جنب ومقارنة أوجه التشابه بينهما على الرغم من بناء مسجد الرفاعي في القرن العشرين.
الجامع الكبير بدمشق
معروف كذلك بالجامع الأموي وهو أحد أقدم المساجد الحجرية الباقية. بُني في القرن الثامن لكن أصوله تعود إلى 3000 عام قبل الميلاد حيث كان موقعة موطناً للمباني الدينية لقرون.
تأتي أقدم الآثار المعروفة للمكان من معبد آرامي يعود تاريخه إلى العصر البرونزي، بينما بُني فيه خلال العصر الروماني في القرن الأول الميلادي معبد هيليني لعبادة الإله جوبيتر. ولاحقاً بُنيت كنيسة القديس يوحنا المعمدان على أنقاضه والتي تحولت لاحقاً إلى المسجد الأموي. وعلى الرغم من تعرضه للدمار مرتين إلا أنه تم بناؤه في كل مرة ولايزال شامخاً كأحد النماذج المعمارية المُبهرة.
يحتل المسجد مساحة هائلة ويحتوي على فناء كبير مفتوح محاط بأقواس وأعمدة رفيعة، وتغطي نوافذ الجدار الجنوبي شبكة رخامية هي أقدم مثال للتشابك الهندسي في العمارة الإسلامية. وبينما كانت جدران المسجد مغطاة يوماً ما بأكثر من فدان من الفسيفساء التي تصور منظراً طبيعياً خيالياً يمثل الجنة، فلم يبق سوى القليل من أجزاء تلك اللوحة اليوم.
المسجد العمري الكبير
يقع في منتصف بيروت وهو أحد أهم المواقع الدينية التاريخية في لبنان. يعود تاريخ المسجد العمري الكبير إلى عام 635 ميلادي، حيث بُني في عهد خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه. في القرن الثاني عشر تم تحويله إلى كنيسة، ولكن بعد بضعة عقود وفي القرن الثالث عشر أعاد له المماليك هويته كمسجد.
كما تركت الحرب الأهلية اللبنانية في نهاية القرن العشرين آثارها على المبنى، حيث تضرر بشدة، وجُدد في عام 2004 باعتباره كنزاً تاريخياً لبيروت. ولا يزال المسجد يحتفظ بمدخله ومئذنته ذات الطراز المملوكي، بينما لا يزال صهريج قديم بأعمدة رومانية وأقبية حجرية محفوظاً أسفل المبنى.