top of page

كل هذا التألق

نلقي نظرة عن قرب للتعرف على أسرار ولادة مجموعة المجوهرات الراقية "بلعربي" التي أبدعتها أنامل المصممة اللبنانية المقيمة في دبي نادين قانصو.


تعتبر مجموعة "بلعربي" التي صاغتها مصممة المجوهرات نادين قانصو، أول بطاقة تعارف بينها وعشاق الموضة العصريين الباحثين عن المجوهرات المتميزة داخل المنطقة، وهي علامة ذات طراز عريق متجذر بعمق في التراث الثقافي بالشرق الأوسط. واستطاعت هذه المجموعة المتألقة الوصول إلى ذروة النجاح في فترة قصيرة بعد أن شهدت بداية متواضعة.

تمثل كل قطعة في مجموعة قانصو إعادة تشكيل للخط العربي، وبذلك تصبح عملاً فنياً بذاتها أكثر من كونها مجرد قطع مجوهرات رائعة. كما تحكي لنا كل قطعة قصة ملهمة تؤكد من خلالها هوية مقتنييها الشرق أوسطية وروحه عبر الرسالة التي تبرز هذه الهوية: "أفخر بكوني عربية".

ابتكرت قانصو علامتها التجارية "بلعربي" عام 2006، بعد أن عملت لسنوات في مجالات الأزياء والفن والتصميم والتصوير. أمضت قانصو طفولتها في بيروت وحصلت على شهادتين من الجامعة اللبنانية الأمريكية في فنون الاتصال وتصميم الإعلانات، ثم عملت بعد ذلك في عدة مجالات مرتبطة بالتصميم، بما في ذلك الصحافة. أظهرت قانصو شغفاً بالأزياء والفن مما جعلها تكرس معظم وقتها للتصوير وتصميم المجوهرات الذي أسس لظهور علامتها التجارية الجديدة

وفي عام 2006، قررت نادين قانصو إطلاق مجموعتها الخاصة، بعد أن تلقت دعوة لعرض أعمالها في متحف فيكتوريا وألبرت بلندن. فشاركت تحت شعار "عرِّبنِي". نظم المتحف احتفالاً بالموسيقى المعاصرة والرقص والفن والسينما قدمه فنانون شباب من دول المنطقة. وفي مساء 25 أغسطس 2006، تجمع حشد يضم 4000 شخص ليتعرفوا عن قرب على ثقافة العالم العربي وهناك نجحت فنانة عربية شابة، على وجه الخصوص، في أن تترك انطباعاً لا ينسى لجمال مجموعتها المصورة.

وخلال العرض، وجدت نادين الموضوع المثالي للتعبير عن هويتها الثقافية، حيث قدمت صوراً لأشخاص من الشرق الأوسط يحملون بطاقات يدوية الصنع مكتوب عليها عبارات إيجابية تؤكد هويتهم الشرق أوسطية. واستطاعت الاقتباسات المهمة المصاغة بالذهب مثل "حبي هو العربية" و"هويتي العربية" أن تنقل رسائل واضحة وقوية عن هوية المصممة وثقافتها. كما نجد أن عبارة "بلعربي" تتكرر كثيراً في عملها - وهو المعنى الذي سيستمر ويمهد قريباً لإطلاق خط مجوهراتها.


بدأ ظهور مجموعة "بلعربي" في تقديم خاتم وحيد ذو تصميم فريد في عام 2006، اختارته قانصو بعناية حيث أرادت أن تعبر خواتمها عن مفهوم أكبر من تعبيرها عن الحالة الاجتماعية للشخص. كانت نادين ترغب في أن تعبر مجوهراتها عن هويتها الشخصية والثقافية ووجدت أن أفضل طريقة للتعبير عنها "بلعربي"، فجمعت بين خبرتها في التصميم وحبها للطباعة وولعها بالأشياء الثمينة لتصيغ خاتماً أطلقت عليه اسم "نون"؛ الحرف الأول من اسمها. صُنِع هذا الخاتم يدوياً بالكامل من الذهب عيار 18 قيراط وزُيِن بأحجار شبه كريمة ووجد إقبالاً سريعاً من الزبائن. وبعد فترة وجيزة، تطورت المجموعة من حرف واحد إلى حروف الأبجدية العربية كلها، ثم في النهاية صاغت نادين عبارات كاملة لتشكيل مجموعة كاملة من الأقراط والقلادات والسلاسل والأساور والخواتم. استمرت المصممة في استلهام مجموعتها من الأبجدية العربية والخط العربي، وأضفت على إبداعاتها معنى ثقافياً يعكس بصورة إيجابية ما يعنيه أن تكون شرق أوسطياً فيما يشبه قصيدة غزل في المنطقة التي تهواها بشدة

لم يمض وقت طويل على إطلاق مجموعة مجوهرات "بلعربي" حتى بدأ عالم المجوهرات ينتبه لها وسرعان ما أصبحت مجموعتها واحدة من أكثر العلامات التجارية تأثيراً في الشرق الأوسط ما ساهم في تزايد شهرة قانصو في سوق تصميم المجوهرات الدولي بسرعة. وفي عام 2008 عرضت نادين أعمالها في قسم "ديزاين ميامي" بمعرض الصباح للفنون والتصميم. وفي عام 2010، صاغت قطعة مجوهرات خصيصاً لبيعها في مزاد "المجوهرات والساعات" بصالة كريستيز للمزادات بدبي.

وفي السنوات التالية استمرت في تعاونها مع العلامات التجارية العالمية مثل غوتشي ولوي فيتون ومازاراتي وكريستوفل وبيرناردو. وفي عام 2020 تعاونت مع العلامة التجارية الإيطالية الشهيرة للساعات "غاغا ميلانو" لابتكار ساعة محدودة الإصدار تناسب الرجال والنساء بسعر 1500 دولار أمريكي. وتألق العديد من المشاهير – في المناسبات المختلفة - على السجادة الحمراء وهن يتحلين بمجوهرات نادين مثل زها حديد وكيم كارداشيان وكايلي مينوج وديتا فون تيز.

تميزت خطوط مجموعة قانصو بطابع خاص مثل "حُب" الذي يرمز إلى الحب الذي استلهمته من حبها وتقديرها لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ و"أثَر" والتي صاغتها من الخطوط الدقيقة لكل حرف عربي؛ و"تيم" التي تتكون من مجموعة من الخواتم المتنوعة التي يتميز تصميمها بالجراءة التي تبرز الأسلوب والقوة والأناقة.

وتعكس تصاميم نادين نهجها في الحياة والحب وأسلوب العَيش والتعلم. وتستكشف قانصو من خلال مجموعتها الجديدة أساليباً فريدة للتعبير عما تقصده أن تكون عربياً في العالم الذي نعيش فيه اليوم. كما تسلط الضوء ببراعة على هذه الموضوعات من خلال عروضها البديعة، ورغم أنها تقدم رؤيتها العميقة في كل قطعة مجوهرات، إلا أنها تترك لكل مشاهد مساحة للتفكير.

bottom of page