top of page

في دائرة الضوء

تكريماً للنساء الرياديات اللواتي تركن بصمة واضحة في عالم صناعة الموضة، نسلط الضوء على 12 مصممة أزياء من اللواتي أحدثن ثورة في عالم الأزياء الراقية.


على الرغم من أن صناعة الموضة استهدفت منذ ظهورها الأول النساء بشكل خاص، إلا أن معظم المصممين الكبار الذين حُفرت أسماؤهم في سجلات التاريخ، كانوا في الغالب رجالاً. ولكن، خلف الكواليس كانت هناك العديد النساء اللواتي لعبن دوراً مهماً في تطور ونمو هذه الصناعة.

في الماضي وقبل الإعلان عن شهر مارس باعتباره شهر تاريخ المرأة في ثمانينيات القرن الماضي، عملت العديد من مصممات الأزياء ورائدات الأعمال بكل كد وجهد على تأكيد حضورهن في صناعة الموضة. وتمكنت هذه السيدات من إدخال أنماط جريئة وفريدة من نوعها إلى عالم الموضة من منطلق تأكيد مكانة المرأة في المجتمع وتمكينها من خلال الملابس التي من شأنها غرس الثقة في أنفس النساء ومساعدتهن على كسب لقمة العيش في مجتمع يهيمن عليه الذكور. وفي شهر مارس من هذا العام، نؤكد مجدداً على أهمية الدور الكبير الذي تلعبه المرأة في المجتمع من خلال تسليط الضوء على مجموعة من الرياديات في هذه الصناعة واللواتي أحدثن ثورة في عالم الموضة النسائية.


كوكو شانيل

تعتبر، غابرييل بونور "كوكو" شانيل من أشهر وأكبر رموز عالم الأزياء على الإطلاق. وكان من المعروف عنها شغفها الكبير بعالم الموضة حتى أنها ظلت تعمل على مجموعة للأزياء الراقية حتى وفاتها عام 1971، عن عمر يناهز 87 عاماً. وخلال فترة حياتها، أعادت شانيل تعريف مفهوم الملابس الأساسية من خلال تقديم "الفستان الأسود الصغير"، والذي لا يزال يعد حتى يومنا هذا من أهم القطع في خزانة أي امرأة. بدأت شانيل حياتها المهنية خلال الحرب العالمية الأولى وأصبحت أول مصمم رئيسي يستخدم قماش الجيرسيه في مجموعة الأزياء الراقية. وغالباً ما كانت تستعير من مفردات الملابس الرجالية لتصنع قطعاً عنوانها الراحة وحرية الحركة للنساء. وعلى هذا النحو، حررت النساء من الدانتيل والكشاكش والمشدات التي كن يرتدينها تحت التنانير والفساتين واستبدلتها بالتي شيرت المخطط والبنطلونات الواسعة وبدلات التويد الشهيرة.


مادلين شيرو

على عكس شانيل، لم تكن مدام لويز شيرو، المعروفة باسم مادلين شيرو، من الأسماء المعروفة في عالم الموضة، لكنها مهدت الطريق لانخراط المرأة أكثر في هذه الصناعة بعد أن أصبحت من أوائل النساء اللواتي تولين قيادة إحدى دور الأزياء في فرنسا. بدأت شيرو عملها كخياطة في دار "رودنيتز آند سي" في أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر، ولفتت بموهبتها الاستثنائية أنظار القائمين على الدار لتتمكن في نهاية القرن من تملك الدار وإعادة تسميتها لتصبح "دار شيرو". وعلى الرغم من إغلاق الدار أبوابها عام 1935، إلا أن تأثير شيرو لا يزال قائماً في عالم تصميم الأزياء حتى يومنا هذا.


إلسا سكياباريلي

كانت إلسا سكياباريلي منافساً لا يستهان به لكوكو شانيل، حيث حاولت كلتاهما التفوق على الأخرى في إطلاق كل مجموعة. بدأ إرث المصممة الإيطالية مع مجموعتها التي أطلقتها عام 1927 وكانت مكونة من كنزات محبوكة يدوياً تتميز بصور سريالية، وهي طريقة فنية تستخدم الصور الواقعية لإنشاء الأوهام البصرية. واستمرت بتبني هذا الأسلوب ليصبح علامة مميزة لها جذبت أنظار العالم لتصاميمها.


وكانت إلسا أول مصمم أزياء يستخدم (السحاب) بشكل مرئي أثناء إطلاق مجموعات فريدة من بدلات السباحة وملابس التزلج والتنانير ذات الطيات والتي تُعرف اليوم باسم تنانير التنس. كما تعاونت مع عدد من الفنانين البارزين مثل سلفادور دالي وميري أوبنهايم. وبفضل أسلوبها الفريد من نوعه تصدرت إلسا غلاف مجلة تايم لتكون أول مصممة أزياء تحصل على هذا الشرف.


فالنتينا

تركت فالنتينا نيكولايفنا سانينا شلي إرثاً ملموساً في عالم الموضة لتصبح واحدة من القلائل في صناعة الأزياء الذين عُرفوا حصرياً باسمهم الأول. كانت فالنتينا المنحدرة من روسيا، مصممة أزياء شهيرة في أواخر العشرينيات من القرن الماضي، واشتهرت بفساتين السهرة الدرامية التي سرعان ما لفتت انتباه هوليوود. كان لديها دار أزياء خاصة للملابس الراقية أطلقت عليها اسم "فساتين فالنتينا"، حيث صممت فساتين رائعة حسب الطلب بتصاميم ساحرة وراقية تناسب إطلالات السجادة الحمراء.


مدام جريس

أسست المصممة الفرنسية مدام غريس دار "غريس" للأزياء الراقية وكذلك دار "غريس للعطور" التي لا تزال موجودة حتى اليوم في سويسرا. اشتهرت غريس بتصميم الفساتين الطويلة المستوحاة من الآلهة الإغريقية والتي أظهرت من خلالها احترامها لجسد الأنثى.


ماري كوانت

يُنسب الفضل إلى ماري كوانت على نطاق واسع في تصميم التنانير والسراويل القصيرة، حيث كانت تستمد إلهامها من شوارع لندن في فترة الستينيات. كانت كوانت تسعى إلى ابتكار ملابس مريحة تنبض بالشباب والحيوية وبسيطة في الوقت نفسه بحيث يسهل للنساء التحرك بها بكل أريحية وذلك استجابة لتنامي المزاج المتحرر في الموضة النسائية.


فيفيان ويستوود

ساهمت فيفيان ويستودد بتشجيع التمازج ما بين الأزياء الراقية وثقافة البانك الحديث نتيجة لجهودها في إدخال الأساليب الجريئة في التصاميم، وهو نهج يتخلى عنه المصممون عادةً. ويعود لها الفضل بإطلاق القمصان المزينة بدبوس الأمان، والأحذية العالية جداً، والسراويل المنقوشة والفساتين بطيات مفصلة. لكن ليس عالم الموضة وحده هو الذي شعر بتأثير ويستوود، فهي إحدى الناشطات في مجال دعم الحقوق المدنية والتوعية بشأن تغير المناخ، حيث تتصدى لهذه التحديات من خلال بث الرسائل المختلفة في تصاميمها.


كارولينا هيريرا

أسست كارولينا هيريرا والتي جعلت من القميص الأبيض قطعة أساسية في خزانة كل امرأة، إمبراطوريتها بتركيزها على الموضة الأنيقة. وغالباً ما يتم تصويرها بقميص أبيض مع تنورة من التفتا، وهو المظهر الذي ألهم العديد من النساء ليحذون حذوها. ويُنسب إليها الفضل أيضاً وعلى نطاق واسع في تصميم فستان القميص، والذي لا يزال يحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم.


ديان فون فورستنبرج

اشتهرت بتصميم أسهل فستان يمكن ارتداؤه، وهو الفستان الملفوف الأيقوني الذي يعد علامة مميزة ارتبطت باسمها، والذي شكل نواة لتأسيس إمبراطورتيها، حيث صممت منه فساتين بأطوال مختلفة قصيرة ومتوسطة وطويلة تميزت جميعها بتنورة ملفوفة عند الخصر وبألوان وطبعات مختلفة. ومنذ إطلاقه لأول مرة عام 1974 أحدث الفستان الملفوف ضجة واسعة ونال شعبية كبيرة، حيث أكد خبراء الصناعة بأنها حققت بهذا التصميم نجاحاً ثورياً لا يقل عن نجاح فستان كوكو شانيل الأسود الصغير.


فيرا وانغ

اشتهرت مصممة الأزياء الأمريكية فيرا وانج بتصميمها لمجموعة من أشهر فساتين الزفاف في العالم. في عام 1989، قامت وانغ بتصميم فستان زفافها لأنها لم تجد ما يناسب أسلوبها الفريد في أي مكان وهو الأمر الذي ألهمها فيما بعد لتحويل شغفها بكل ما يتعلق بالزفاف إلى إمبراطورية مزدهرة، حيث افتتحت أول بوتيك لها عام 1990. والآن، وبعد مسيرة حافلة بالنجاح على امتداد 31 عاماً تواصل وانغ البالغة من العمر 72 عاماً تحدي نفسها من خلال تصميم فساتين زفاف جريئة وفريدة من نوعها بأسعار متنوعة.


ريم عكرا

مصممة أخرى تألقت بقوة بفضل مجموعاتها المتميزة من فساتين الزفاف. حصلت ريم عكرا على شهادة في إدارة الأعمال وتصميم الأزياء قبل أن تطلق خطها الأول الخاص بفساتين الزفاف. ويقال إنها وجدت شغفها هذا أثناء تصميم فستان زفاف صديقتها في غضون ثلاثة أسابيع فقط. واكتسبت مجموعة فساتين السهرة التي تصممها الكثير من الشهرة كذلك، حيث ارتدت من قطعها مجموعة كبيرة من النجمات على السجادة الحمراء.


هنيدة صيرفي

صممت المصممة السعودية هنيدة صيرفي أول قطعة ملابس وهي في سن 13 بإشراف من والدتها. وتمكنت بعد ذلك من ترجمة شغفها بتصميم الأزياء من خلال تأسيس علامة تجارية خاصة بها تحولت مع الوقت إلى إمبراطورية أزياء تقدم مجموعات مستوحاة من التراث. تحظى تصاميم صيرفي باهتمام عالمي، حيث ارتدت من قطعها العديد من المشاهير مثل المتزلجة الأولمبية ليندسي فون ونجمة بوليوود بريانكا شوبرا، في الوقت الذي سخرت فيه صيرفي نجاحها لإلهام جيل جديد من المبدعين من خلال إطلاق العديد من المبادرات الهادفة لدعم مساعيهم.

bottom of page