مقابلة حصرية نتعرف من خلالها على إيدي طنوس، الرئيس التنفيذي للعمليات في روتانا
لمحة عن العالم الخاص للقيادة التنفيذية في هذه المقابلة الحصرية مع إيدي طنوس، الرئيس التنفيذي للعمليات الذي تولى حديثاً قيادة العمليات في مجموعة روتانا.
يأخذنا إيدي في جولة لاستكشاف حماسته المذهلة للحياة خارج حدود دوره القيادي، من خلال سبر أغوار الحكايات والطرائف والمواقف غير المتوقعة التي شكلت شخصيته، بدءاً من القفز من أعلى المنحدرات وحتى ممارسة تسلق الجبال تدفع بفورة الأدرينالين إلى عروقه.
يشاركنا إيدي، في هذا اللقاء الصريح، برؤيته الشحصية ونظرته الفريدة التي ساهمت في نجاحاته المهنية وأثرت رحلته الشخصية كذلك.
ما هي رياضتك أو نشاطك المفضل للاسترخاء بعيداً عن عملك كرئيس تنفيذي للعمليات؟
احتاج لتدفق الأدرينالين وللطبيعة في ذات الوقت، لذا عندما أرغب في الاسترخاء والابتعاد عن أجواء العمل، أتوجه لممارسة ركوب الدراجات أو التزلج أو الغوص من أعلى المنحدرات، أي شيء متاح في المكان الذي أتواجد فيه. خلال إشرافي على افتتاح أحد الفنادق الجديدة في العُلا بالمملكة العربية السعودية، كان ارتداء معدات الرحلات والمشي إلى أعلى الجبل عند الفجر والتقاط صورة للمنتجع من أعلى طقساً يومياً، ثم أرسل الصورة للمدير العام مع مزحة أني أحتاج لهليكوبتر لتنزلني من أعلى الجبل.
أحتاج للتواجد وسط الطبيعة مرتين أو ثلاثة مرات خلال العام ولمدة أسبوع على الأقل في كل مرة، وأستمتع بالتخييم خاصةً في الغابات البكر خلال العطل.
كما أحب ممارسة الجولف في عطلات نهاية الأسبوع، حيث يسمح لي بالاسترخاء والاستمتاع بالهدوء والخضرة والأشجار والماء والطيور. وعلى الرغم من أن الجولف لا يقارن بالتخييم في البرية، إلا أنه يوفر بعض مظاهر الطبيعة في المدينة مع مميزات أخرى تتمثل في التواصل مع الأصدقاء.
إذا كان لجواز سفرك أن يتحدث، فما هو ختمه المفضل ولماذا؟
هذا سؤال صعب! أحب السفر، سواء كان للترفيه أو العمل، ولكن كينيا كانت تجربة رائعة، حيث قمت بزيارتها أربع مرات وأحب العودة إليها مرة أخرى للاستمتاع بمزيجها الساحر من الطبيعة ورحلات السفاري ورؤية الحيوانات في بيئتها الطبيعية وتجربة التواجد في العراء. كان الانخراط مع المجتمعات المحلية في كينيا مصدر إلهام كبير بالنسبة لي، وخلال رحلتي الأخيرة مع عائلتي انطلقنا في رحلة بالسيارة مروراً بالقرى على مدار أربع ساعات للانغماس بالحياة المحلية. أردت أن يتعرف أطفالي على أطفال القرى في كينيا الذين يسيرون لمسافات طويلة كل يوم فقط للوصول للمدرسة، بالنسبة لأطفالنا الذين ترعرعوا في رغد الحياة في دولة الإمارات، فإن رؤية تحديات الحياة الواقعية يجعلهم يقدرون الامتيازات التي يحصلون عليها وكذلك يعزز بداخلهم احترام طرق الحياة المختلفة.
أحب كذلك زيارة زيوريخ واستقلال القطار إلى زيرمات، ولكني أعتز كثيراً بالعودة إلى المنزل في لبنان. هنا استمتع بالذهاب للتزلج وقضاء وقت ممتع في الهواء الطلق. أخيراً أحب العودة إلى الإمارات، فبعد العمل في مواقع مختلفة حول العالم وبغض النظر عن مدى تميزهم، فلا يوجد أي مكان آخر يشعرني بالعودة للوطن كما هو الحال في العودة للإمارات.
ما هي أكثر القصص إثارة من تجارب سفرك؟
في بداية حياتي عندما كنت في الخامسة والعشرين من العمر عملت كمدرب رياضي لشخصية يمنية رفيعة المستوى، واضطررت إلى السفر إلى اليمن لأول مرة وقيل لي أنني لن أحتاج إلى تأشيرة، وهبطت طائرتي في المطار في الواحدة صباحاً تقريباً. كان المطار مهجور تقريباً وبه عدد قليل من الناس، ولم يظهر الشخص المعين لاستقبالي وكان عليّ التحدث مع الموظفين للخروج من المطار. للأسف كانت اللهجة العربية التي يتحدثون بها مختلفة تماماً مما صعب التواصل بيننا، وأخيراً بعد ساعتين تمكنت من الخروج من المطار وأضطررت للقيادة عبر شوارع صنعاء في الساعات الأولى من الصباح الباكر. كانت تجربة مثيرة وبالنظر إليها الآن أدرك أنني كنت يافعاً وكانت تجربة عليّ أن أخوضها.
وما هي تجربتك التي تعتبرها الأكثر كارثية في السفر؟
أثناء عودتنا من إيبيزا إلى لبنان انتظرنا الطائرة لثماني ساعات، والتي لم تأتِ في النهاية وبدون سابق إنذار أو إشعار مُسبق. أجبرنا في النهاية على مغادرة المطار والبقاء لليلة أخرى وإعادة حجز رحلة العودة في اليوم التالي. كان هناك الكثير لنفعله في إسبانيا خلال تلك الساعات الثمانية التي انتظرنا فيها الطائرة، ولكن بدلاً من ذلك وجدنا انفسنا محجوزين في المطار بدون أي تواصل مما جعل الوضع أسوأ.
هذه التجربة هي تذكير بأهمية التواصل الفعال في مجال الضيافة، وهو المبدأ الذي نطبقه في عملنا في الفندق. في كثير من الأحيان يضطر ضيوفنا للقيام برحلة طويلة مرهقة قبل الوصول للفندق، لذا نحرص على التعامل معهم فوراً بمجرد وصولهم وطمأنتهم وتقديم تحربة سلسة.
ما الفترة التي يمكنك القول أنها شكلت شخصيتك الحالية؟
على الصعيد المهني، كانت فترة الأزمة المالية العالمية 2008-2009، وبصفتي مديراً للمبيعات والتسويق واجهنا التحدي المتمثل في محاولة العودة بعد خسارة معظم أعمالنا في دبي. وكقائد شاب فإن اتخاذ قرارات محايدة لإنشاء كيان تجاري جديد، بغض النظر عن الروابط الشخصية، كان اختباراً لقيادتي. كان الأمر صعباً للغاية لكنه علمني أن راحة الضمير تتمثل في فعل الصواب. بعد مرور الأزمة اتضح أن دبي كانت من أفضل الاقتصادات التي نجحت في التعافي على مستوى العالم، وكان لنا دورنا في هذا التعافي. النجاح الذي حققناه في تلك الفترة الاقتصادية العصيبة، لم تظهر قدراتي القيادية فحسب بل غرست في داخلي أهمية التخطيط الاستباقي وتوقع التحديات ودرب عقلي على التفكير المُسبق. واليوم لا أنتظر الخطأ ليحدث كي أتعامل معه بل أقوم بتطبيق ما تعلمته دائماً لتقييم المخاطر والفرص المحتملة للنمو.
على المستوى الشخصي، تُعد فترة خدمتي العسكرية في لبنان من أبرز الفترات التي أثرت في تكوين شخصيتي، حيث التحول من الاعتماد على دعم الوالدين إلى الاستقلال المادي. هذا التحول لم يغير نظرتي للحياة فحسب، بل أثر كذلك على اتخاذي لقرارات حاسمة شكلت رحلتي إلى ما أنا عليه اليوم.
إذا كنت شخصية رئيسية في كتاب قرأته أو فيلماً شاهدته، فمن ستكون؟
ويليام والاس في القلب الشجاع. فعلى الرغم من ميلي للأفلام التي تحفز العقل وتدفعه للتفكير مع تقدمي في العمر، إلا أن هذا الفيلم بالذات يظل من الأفلام المفضلة لديّ. فشخصية ويليام والاس تجسد صفات مغروسة بداخلي مما يجعله خياري المفضل.
إن كنت ستتناول وجبة بذاتها فقط لبقية حياتك، فماذا ستختار؟ ستكون لك مميزات لو كانت من مطعم روتانا.
ستيك تورنيدو روسيني بلا منافس الذي تناولته في مطعم تياترو دبي في تاورز روتانا. كان شهياً للغاية بالنسبة لي كشخص يستمتع بتناول ستيك اللحم، وأعتذر لجمع النباتيين، فاللحوم الحمراء شيء أساسي في حياتي. فلا منافس للأسرة وستيك اللحم لديّ. طلبت هذا الطبق مؤخراً أثناء لقائي مع عميل وكنت سعيداً للغاية بجودته، فهو عبارة عن قطعة لحم بقري طرية من الخاصرة تعلوها شريحة من كبد الأوز ويُقدم مع المشروم والبطاطا المقلية والفاصوليا الخضراء والكمأة السوداء وصوص الكمأة. إنه طبق يمكنني تناوله في أي وقت حتى كوجبة إفطار.
وماذا تقول عن التجربة المهنية التي لا تُنسى والتي تركت بصمتها في حياتك المهنية؟
من الصعب تحديد تجربة واحدة بعد 25 عاماً من العمل، ومع ذلك يمكنني القول أن أبرز ما أثر في حياتي المهنية وشكل شخصيتي هو زملائي في العمل. عندما لا يكون مطلوباً مني الاهتمام بضيوفنا من خلال موقعي كمدير عام، فإنني أعشق تناول الطعام في كافيتريا الموظفين. أبحث عن من يجلسون بمفردهم سواء كان من الهاوس كيبنج أو المبيعات أو الإشراف، وأتجاذب معهم أطراف الحديث. وأجدهم يضفون الإيجابية والتواضع على بيئة العمل على الرغم من التحديات اليومية التي يواجهونها، وأتذكر المرة الأولى التي جلست فيها مع سيدة من الهاوس كيبنج، كاسراً قاعدة عزل طبقة المديرين التنفيذين والقادة وغيرهم من الموظفين عن بعضهم البعض. تعلمت من هذه التفاعلات والتواصل الكثير عن طبيعة حياة فريق عملي، مما أثر بعمق في حياتي المهنية.
إذا كان بإمكانك العمل من أي مكان في العالم، فأين سيكون ذلك؟
سأختار بالقرب من النهر في قريتي، حيث لا ترى أي شخص ولكن لا يوجد واي فاي هناك. ولكني أجد أن مكان العمل التقليدي سواء في فندق أو مكتب ملائم أكثر، فأنا أحب التفاعل مع الناس ولهذا السبب لم أحب العمل من المنزل أثناء الجائحة، كان بمثابة أمر غير طبيعي بالنسبة لي، فبيئة المكتب والتفاعل مع الأخرين يغذيان إنتاجيتي وهذا ما سأفتقده إذا أضطررت للعمل عن بُعد.
في النهاية، ما هي فلسفة حياتك؟
افعل الصواب، في العمل ولمن حولك وللمجتمع. فقط افعل الصواب. لا تفعل ما يبدو أنه صواب، أو بناءً على خيار سياسي. ما لم تكن حياتك في خطر، اختر فعل الصواب دوماً.
عندما تفعل ذلك في 80% أو حتى 90% من الوقت ستكون على صواب وتقوم بالعمل الصحيح. كما سيكون لديك وعي ووضوح بفعل الصواب وللأسباب الصحيحة.