حوار معاللاعبة الحاصلة على ثلاث ميداليات أولمبية وفضية كأس العالم وذهبية بطولة أوروبا، وبطلة بطولة التزلج السريع البريطانية لعشر مرات، ومؤسسة صالة Roar للألعاب الرياضية، حيث تحدثنا عن رحلتها الملهمة في التحول من بطلة رياضية إلى متخصصة في اللياقة البدنية
تعتبر رحلة البطلة الأولمبية سارة ليندسي مصدر إلهام للكثيرين، حيث انتقلت من كونها نجمة رياضية إلى مدربة رياضية ومن ثم خبيرة في اللياقة البدنية. في عام 2007 أدى حادث على حلبة للتزلج على الجليد في لندن إلى توقف سارة عن ممارسة الرياضة لمدة 13 شهراً بسبب تمزق في الفقرات القطنية للعمود الفقري، وهو الحادث الذي شَكل مفترق طريق حول مسار حياتها ويمنحها العزيمة للاستفادة من كامل إمكانياتها لتجد شغفاً جديداً لتحفيز الآخرين على تحسين نوعية حياتهم.
تقول سارة: "على الورق أنا حاصلة على الكثير من الميداليات والبطولات، لكن من سخرية القدر أن السباقات التي فزت بها لم تكن تلك التي بذلت فيها قصارى جهدي". وتضيف قائلة: "من أكثر الأشياء التي افتخر بها، هي تمكني من التغلب على الهواجس النفسية خاصة في الأوقات العصيبة التي مررت بها. على سبيل المثال، تمكني من العودة للمنافسة مرة أخرى في تحدٍ لنفسي ومخاطرة بحياتي المهنية والعودة للتزلج على الجليد من جديد بعد تعرضي لحادث مروع قبل 20 دقيقة فقط من بداية المسابقة، والتعافي من إصابة كانت كفيلة بإنهاء مسيرة أي رياضي. هذا ما أفخر به حقاً."
حققت سارة أرقاماً قياسية في آخر دورة أولمبية اشتركت بها عام 2010، وبعد تقاعدها كلاعبة محترفة، أسست في العام نفسه مركز Roar للياقة البدنية في لندن، ليصبح مركز التدريب الشخصي الوحيد في المدينة القادر على تقديم تجربة تدريب أولمبية لا تُضاهى. وها هي تعد اليوم واحدة من أشهر المدربين الشخصيين في لندن، حيث دربت عدداً من الشخصيات المعروفة مثل إيلي جولدينج ونيك جريمشو وميلاني بي وبيكسي لوت وكريستين لامبارد والبروفيسور جرين وغيرهم.
وفي حديثها عن رحلتها من رياضية محترفة إلى مدربة متخصصة في تحسين اللياقة البدنية، تقول سارة: "بصفتي رياضية لم يكن لدي خطة بديلة، وفي الحقيقة ليس لديّ أي رغبة في القيام بأي شيء آخر، لذا لم أخطط حتى لتقاعدي، ناهيك عن اختيار مهنة بعيدة عن الرياضة. لذا، سعيت للتأهل كمدرب شخصي ومعالج رياضي في العشرين من عمري، حيث درست القوة والتكيف والتغذية وأصبحت مدرب القوة والتكيف للفريق الوطني للتزلج على الجليد. كان علم وظائف الأعضاء هو أفضل ما أعرفه، بفضل فريق العلوم الرياضية الذي كان يعمل معي بدوام كامل لمدة 15 عاماً تقريباً. لقد كان التدريب هو المسار المنطقي بالنسبة لي وبالتحديد العمل كمدربة رياضية شخصية".
وتابعت قائلة: "كرياضية محترفة كان عليّ ان أكون أنانية للتركيز على لياقتي الشخصية فقط، لذا احتاج الأمر بعض التغيير في طريقة التفكير والتعامل مع الآخرين، وسرعان ما شعرت بقدر كبير من الرضا النابع من مساعدة الآخرين على تحقيق أهدافهم وإرشادهم وتحفيز قدراتهم البدنية. وعندما قابلت زوجي ريتش فيليبس، الذي كان خبيراً في بناء الصحة الجسدية في لندن، أدركنا أنه يمكننا تقديم إضافة جديدة إلى عالم مدربي اللياقة البدنية. لذا بدأنا العمل بوضع خطة وتطوير مفهوم خاص بنا، وبحثنا عن موقع مناسب لنفتتح صالتنا الرياضية الأولى. وها نحن اليوم مستمرون في تطوير علامتنا التجارية لتوفير خدمة مميزة للغاية لعملائنا".
وبعد افتتاحها لثلاث صالات رياضية ناجحة للتدريب الشخصي في لندن، نقلت سارة مؤخراً علامتها التجارية الفريدة من نوعها إلى دبي، حيث افتتحت فرعاً لمركز Roar في منطقة القوز في وقت سابق من هذا العام، ولتقرر هي وزوجها في نهاية المطاف الاستقرار في دبي.
وحول ذلك تقول: "أتيت إلى دبي لبدء عمل تجاري وافتتاح صالة الألعاب الرياضية الرابعة. وخلال فترة الإغلاق قضيت أنا وزوجي وقتاً طويلاً في دبي ووقعنا في حبها، فهي مدينة مليئة بالإيجابية والفرص، فضلاً عن الأمان والاستقرار الذي لا يُصدق، وانتشار ثقافة الاهتمام باللياقة البدنية. تتميز صالتي الرياضية بنوافذ تمتد من الأرض حتى السقف، ولن أمّل يوماً من رؤية أشجار النخيل في الخلفية دوماً عندما أقوم بالتمرينات".
تكرس سارة نفسها، مدفوعة بقدرتها على تغيير حياة الأخرين، لمساعدة عملائها على تحقيق نتائج إيجابية والوصول إلى أهدافهم. وأطلعتنا سارة على خمس من أكثر الاستراتيجيات تأثيراً والتي تشاركها مع عملائها، حيث قالت: "حدد الأهداف - حدد ما تريد تحقيقه حقاً، وكن جريئاً وطموحاً في اختيار أهدافك. ضع خطة - اكتب خطتك ثم نفذها، وحدد الأطر الزمنية للوصول لأهدافك ومراحل تنفيذها يومياً. اجتهد في التنفيذ - ابذل قصارى جهدك وضع لنفسك تحديات لتنفيذها وانتبه للتفاصيل وتحمل المسئولية. تذكر أن الاستمرارية هي الأساس - ضع علامة في كل يوم تنجز فيه ما هو مطلوب يومياً، وداوم عليه لتصل لهدفك بثبات. وأخيراً، شجع نفسك واثني عليها، وكن على ثقة بأنك متميزٌ وتستطيع تحقيق هدفك".
وتؤكد سارة أن مفهوم صحة أفضل لعمر أطول هو المفتاح الأساسي لفلسفتها للياقة الشخصية، حيث تقول: "أنا قوية ووزني مثالي وبصحة جيدة، وأرغب في أن أحافظ على ذلك لأطول فترة ممكنة حتى سن الشيخوخة، فكل أجدادي تجاوزت أعمارهم الـ 95 عاماً وآمل أن أكون مثلهم. أعلم أن الحديث عن التقاعد سابق لأوانه، لكن هذا هو الوقت الذي ستتمتع فيه بكل حريتك في فعل ما تريد والذهاب إلى أي مكان تريده، وأرغب في التمتع بلياقة بدنية كافية للاستمتاع بتلك السنوات إلى أقصى حد. وأؤمن بشدة أن القوة البدنية هي الأساس، ولكي تصبح قوياً وتحافظ على هذه القوة تحتاج إلى رفع الأثقال، وأي تمرين آخر غير هذا يمكن أن يكون نشاطاً تستمتع به ولكن تدريب الأوزان لا غنى عنه".