تعبق عاصمة مصر القديمة برائحة الماضي الجميل بفضل آثارها المهيبة التي صمدت في وجه الزمن لتبقى شامخة في المدينة التاريخية الخالدة
يمر نهر النيل عبر مدينة الأقصر ليقسمها لجزئين آسرين تماماً، حيث تقع مدينة الأقصر الحديثة في الشرق وتضم مجمع معابد الكرنك الأثري، بينما يغفو وادي الملوك الرهيب أو المدينة الجنائزية الملكية العظمى الذي يضم بعض أهم المواقع الأثرية في العالم على البر الغربي. آثار الأقصر الرائعة تجعلها أروع المتاحف المفتوحة في الهواء الطلق في العالم، ولكن هذا لا يكفي لوصف العجائب المبهرة التي تنتظر زوار المدينة المصرية الأثرية من جميع أنحاء العالم.
تقع مدينة الأقصر -طيبة القديمة- في جنوب مصر وبدأت تكتسب أهميتها حوالي 3000 قبل الميلاد، لتصبح العاصمة السياسية والعسكرية والدينية للإمبراطورية المصرية القديمة لمدة 1500 عام. وهي من أقدم المدن المأهولة بالسكان في التاريخ وشهدت صعود وسقوط حضارات مختلفة مازالت تحتفظ ببقاياها التي تمتزج بالمناظر الطبيعية للمدينة حتى يومنا هذا، لترينا لمحات عن حياة قدماء المصريين منذ آلاف السنين.
جولة في البر الشرقي
من بين آثار مدينة الأقصر يبرز مجمع معابد الكرنك الأكثر إبهاراً من بين الآثار المصرية، حيث يقع معبد آمون في مركزه وحوله العديد من المعابد الصغيرة والأماكن المقدسة المخصصة للآلهة القديمة الأخرى. يمتد مجمع معابد الكرنك على مساحة شاسعة من الأراضي تستغرق حوالي ثلاث ساعات لاستكشاف المعابد والبحيرة المقدسة والمسلات والقاعات الكثيرة بالكامل.
استغرق تشييد معبد الأقصر مئات السنين وكان مركزاً دينياً مهماً في مصر القديمة، واليوم تشمل بقايا هذا المعبد قاعة الأعمدة التي تطل على المدينة بارتفاعها الشاهق 21 قدماً (6.4 متراً). وتوفر لك الزيارة وقت الغروب مشهداً لا يُنسى حيث يضيء وهج الشمس الناعم كامل المبنى.
جولة في البر الغربي
بعبورك نهر النيل غرباً تنتقل إلى قرون مضت من التاريخ في البر الغربي للأقصر، حيث وادي الملوك - المقابر الملكية لقدماء المصريين في المملكة المصرية الحديثة ما بين القرنين الــ 16 والــ 11 قبل الميلاد، الذي توجد به 63 مقبرة ملكية رائعة، من بينها مقابر رمسيس الخامس ورمسيس السادس وسيتي الأول وتوت عنخ آمون. وعلى الرغم من خلو المقابر من محتوياتها فإن جدرانها وأسقفها لازالت تبهر زائريها بالزخارف والنصوص الدينية المُصممة لتوجيه قدماء المصريين في رحلتهم إلى الحياة الأخرى.
على بعد حوالي 15 دقيقة من وادي الملوك تجد المعبد الجنائزي لحتشبسوت الذي بنته واحدة من أقوي ملكات مصر القديمة وكرسته لنفسها وللإله آمون. لا تفوتوا زيارة المعبد المبني على واجهة منحدر مما يجعله مميزاً للغاية عن أي آثر آخر حوله.
بالتوغل جنوباً تجد تمثالي ممنون العملاقين (يعرفان محلياً بالكولسات أو السلامات) المنحوتين من حجر الكوارتزيت الرملي بارتفاع 18 متراً ويصوران الملك أمنحتب الثالث. وعلى الرغم من إنهما يبدوان يقفان في منتصف اللاشيء، فقط مناظر طبيعية، إلا أنهما في الأصل كانا يحرسان البوابة الأولى لمعبد امنحتب الثالث الجنائزي.
تصفح التاريخ جواً
استقل رحلة بالمنطاد لمشاهد لا تُنسى للبر الغربي للأقصر من السماء، تبدأ رحلة المنطاد مع شروق الشمس وتستحق الاستيقاظ مبكراً لأجلها لأنها توفر لك مناظراً فريدة للمقابر والمعابد من السماء. ويمكنك قضاء بقية اليوم مبحراً في نهر النيل على متن فلوكة نيلية تقليدية، والتي تتوقف أحياناً على شواطئ الحقول والقرى والأحياء الأصغر لمنح الضيوف لمحة عن الحياة المحلية.
يفتتح قريباً
تعمل روتانا على توسيع حضورها في مصر قريباً مع افتتاح فندق الأقصر روتانا في عام 2024. يقع الفندق ذو الخمس نجوم على نهر النيل، على مقربة من مناطق الجذب التاريخية في المدينة. وسيضم عند اكتماله 319 غرفة واسعة، بما في ذلك 48 جناحاً، إضافة إلى جناح رئاسي واحد مصمم بشكل رائع. تضم جميع هذه الأجنحة مجموعة من وسائل الراحة التي تلبي احتياجات كل من رجال الأعمال والسياح.
وحالياً تتواجد روتانا في مصر من خلال منتجع وسبا جراند روتانا من فئة الخمس نجوم الواقع في شرم الشيخ. لحجز إقامتك في المنتجع يرجى زيارة rotana.com