شرق يلتقي غرب في هذه المدينة التركية الرائعة، مقدمة لكم تاريخًا وثقافة تشكل كاليدوسكوب ينتظر أن يتم استكشافه
ظلت إسطنبول على مدار قرون وجهة سياحية جذابة بمزيجها الفريد من التاريخ والثقافة والصخب الذي وافق وضعها التاريخي كعاصمة سابقة للإمبراطورية العثمانية. تتميز إسطنبول بموقعها الجغرافي بين قارتي أوروبا وآسيا وبمناطق جذب ساحرة لا يكفيها يومان بالتأكيد للسياحة، ولكن إن كنت ترغب في قضاء عطلة نهاية أسبوع قصيرة واستكشاف أبرز معالم المدينة، فإليك دليلنا لزيارة قصيرة مثالية لإسطنبول.
اليوم الأول
ابدأ زيارتك من قلب إسطنبول التاريخي، ميدان السلطان أحمد، والذي يحتوي على أبرز معلمين أثريين في المدينة. يُعد مسجد آيا صوفيا أحد آثار عجائب الهندسة المعمارية المتبقية من الإمبراطورية البيزنطية، حيث يعكس تاريخ إسطنبول المتغير على مرّ العصور. بنيت كنيسة الحكمة الإلهية أو آيا صوفيا في عهد الإمبراطور جستنيان الأول في عام 537م، ثم تحولت إلى مسجد في عهد السلطان محمد الثاني في عام 1453م قبل أن تتحول إلى متحف عام 1935م في عهد أتاتورك، ثم أصبحت مسجداً ثانية في عام 2020. يجذب مسجد آيا صوفيا الزوار اليوم بقبته المعلقة المذهلة ومزيج العمارة البيزنطية والعثمانية الرائع.
بجوار مسجد آيا صوفيا الكبير يقع جامع السلطان أحمد أو المسجد الأزرق، حيث يشمخ مهيباً بزخارفه الزرقاء تحت أضواء الصباح الباكر. أنشئ المسجد في العصر العثماني بين عامي 1609 و1617م، ويضم سلسلة من القباب وستة مآذن رفيعة مع بلاط أزرق متداخل بالداخل منحه اسم الشهرة غير الرسمي (المسجد الأزرق).
على مسافة قصيرة سيراً على الأقدام من جامع السلطان أحمد يقع قصر توبكابي والذي كان محكمة في عهد الإمبراطورية العثمانية بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر، ويمكنك قضاء فترة بعد الظهيرة بالكامل في التجول بين الحجرات المزخرفة ببذخ والساحات الفسيحة للقصر. يقدم القصر لمحات من حياة السلاطين الذين حكموا الإمبراطورية العثمانية وبطانتهم.
كما تحتوي المنطقة على متاحف ومواقع أثرية يمكنك زيارتها وقضاء الوقت المتبقي من اليوم في التجول بين أروقتها. حيث يوجد متحف إسطنبول الأثري والذي يتكون من ثلاثة أقسام ويعرض فيه توابيت منحوتة مذهلة، كما يعرض متحف الفنون التركية والإسلامية أحد أكبر مجموعات الفن الإسلامي شمولاً في العالم. بينما يعد خزان البزايليك الأرضي أو حوض الكاتدرائية أو القصر المغمور أسفل المدينة، وهو الصهريج الأرضي الأكبر من بين مئات الصهاريج التي تقع أسفل مدينة إسطنبول، أحد أكبر مناطق الجذب في المدينة.
اليوم الثاني
ابدأ مبكراً واستمتع برؤية المدينة من منظورٍ جديد مع شروق الشمس على مضيق البسفور. تمتع بأفق إسطنبول تحت أشعة شمس الصباح الباكر بينما تسير بجوار جسور البسفور وقصر دولماباه وبرج الفتاة.
يقع حصن روملي أو قلعة روملي على التلال المجاورة للبسفور، حيث يمكن للزوار رؤيتها أثناء الرحلة البحرية عبر المضيق، ولكن زيارة القلعة التاريخية يمنحك منظوراً مختلفاً تماماً للمدينة. بنيت القلعة في القرن الخامس عشر، حيث بنيت الأبراج الثلاثة الكبيرة وواجهتها بالكامل لتشبه اسم النبي محمد بالحروف القديمة من بعيد.
لعبت القلعة العديد من الأدوار على مرّ العصور، كقاعدة للدفاع ومنع الهجمات وكنقطة تفتيش جمركية، بينما اليوم هي متحف مفتوح ومسرح في الهواء الطلق للكثير من الحفلات والمهرجانات طوال العام. ويمكن للزوار صعود البرج الرئيسي الذي يبلغ طوله أكثر من 28 متراً لرؤية مضيق البسفور والمدينة من أعلى.
للاسترخاء في فترة بعد الظهيرة يمكك المشي على الشاطئ باتجاه الحي العصري في حي بيبيك، وتمتع بنزهة طويلة في جو ساحلي لطيف ومناظر ممتعة.
ولختام الزيارة لا يوجد ما هو أفضل من البازار الكبير النابض بالحياة والصخب في قلب مدينة إسطنبول القديمة. وللسوق الكبير جذور تاريخية تعود لعام 1461م عندما كان يعتبر بيدستان صغير أنشأه السلطان محمد الفاتح، وبمرور الوقت توسع هذا السوق ليضم المتاجر المجاورة ويتحول إلى السوق الكبير الصاخب الذي يشبه المتاهة التي نراها اليوم.
تنقل بين الأكشاك العامرة بالتوابل والمنسوجات والكنوز الفنية وتمتع بسحر التسوق.
لحجز فندقك في إسطنبول تفضل بزيارة rotana.com