تعتز الشارقة، ثالث أكبر إمارة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بثقافتها وتاريخها، ما يجعلها مكاناً رائعاً لاستكشاف جذور الدولة
تتميز إمارة الشارقة بتراثها الغني الذي يجعلها منفردة في بريقها، فهي تتمتع بروح فريدة الطابع وهوية ثقافية متميزة. وقد أثمرت جهود الإمارة في الحفاظ على تراثها، حيث أعلنتها اليونسكو العاصمة الثقافية للعالم العربي في عام 1998، مع إعادة تأكيد مكانتها في عام 2014 عندما أصبحت عاصمة الثقافة الإسلامية. نأخذكم في جولة على بعض أفضل المتاحف والمعارض الفنية والمواقع الأثرية ومناطق التراث في البلاد التي تُجل تاريخ الأمة.
تابع القراءة لمعرفة كيف يمكنك الاستمتاع بوقتك في الشارقة.
اليوم الأول
الفن والثقافة هما المحور والركيزة
الانغماس في الفن والثقافة في الشارقة يُعد نقطة الانطلاق المثالية لاستكشاف أفضل ما تقدمه المدينة. ابدأ زيارتك من مؤسسة الشارقة للفنون، التي تقع في قلب المنطقة التراثية وهي موطن بينالي الشارقة الذي يسلط الضوء كل عامين على الأعمال الإبداعية لفنانين عرب وعالميين. كما تستضيف المؤسسة المعارض وورش العمل الإبداعية والعروض الثقافية الحية وعروض الأفلام والجلسات النقاشية الفنية، وغيرها من الفعاليات على مدار العام. تضم الإمارة كذلك الغرفة الماطرة، الغرفة السيريالية التي تسمح لزوارها بالسير خلال زخات المطر دون التعرض للبلل.
بيت السركال أحد الأماكن التابعة للمؤسسة وهو بمثابة معرض لبينالي الشارقة والمعارض الدورية، بمبناه الجميل المُرمم حديثاً. بُني بيت السركال لأول مرة في القرن التاسع عشر كمنزل للمفوض البريطاني لمنطقة الخليج العربي، ثم تحول في الستينيات إلى أول مستشفى في الشارقة، حيث ولد العديد من سكان المدينة البارزين. رُمم المبني بالكامل في بداية تسعينيات القرن العشرين بجانب المباني الأخرى في المنطقة، ليضم قاعات داخلية أكثر وفناء داخلي.
كما تجد متحف الشارقة للفنون على مسافة قصيرة من مؤسسة الشارقة للفنون، حيث يحتل الفن الشرق أوسطي الكلاسيكي والحديث صدارة المجموعات الدائمة بالمتحف ويعرض روائع الرسامين المحليين والعرب الذين تركوا بصمتهم المميزة في المشهد الفني الإقليمي. عند افتتاح المتحف في عام 1997، أصبح أول متحف فني في الإمارة يعرض اللوحات والمنحوتات بجانب احتوائه على مكتبة عن الفنون تضم أكثر من 4000 عنوان باللغتين العربية والإنجليزية بجانب لغات أخرى.
على مقربة منه يقع متحف الشارقة للحضارة الإسلامية على مسافة قصيرة من واجهة المجرة المائية، حيث ترى تحت قبته الذهبية سبعة معارض تستعرض 1300 عام من التاريخ الذي يعود لينبض بالحياة من جديد، حيث تسلط القطع الأثرية الضوء على الحضارة الإسلامية العظيمة من القرن الأول إلى القرن الرابع عشر. ويمكن للزوار التعرف على اختراعات العلماء المسلمين خلال هذه الفترة الزمنية ومعرفة المزيد عن إسهامات المنطقة في الفن والثقافة والعلوم.
أما عشاق الغوص في أعماق الماضي فيمكنهم الاستمتاع بمنطقة مليحة بالشارقة، حيث يضم مركز مليحة الأثري بعض أكثر الاكتشافات روعة والتي استغرقت علماء الآثار الذين عملوا بصبر على فرز رمال الصحراء المتحركة نصف قرن من الزمان. بعض تلك الاكتشافات يعود تاريخها للعصر الحجري في حين أن أحد أبرز معالم المنطقة مقبرة محفوظة جيداً من العصر البرونزي.
كما سيحب عشاق المغامرات الفرصة التي يوفرها مركز مليحة لاستكشاف الكثبان الرملية في سيارة دفع رباعي أو على دراجة أو على ظهور الخيل أو سيراً على الأقدام، مع توجيه المرشدين عبر طريق تاريخي يغطي حصناً من العصر الحديدي عمره 2000 عام بالإضافة إلى مقبرة عمرها 8000 عام من العصر الحجري.
اليوم الثاني
أنشطة الطبيعة الخلابة
يمنح جمال الطبيعة في الشارقة زوارها تجربة ثرية للانغماس في أنشطة الطبيعة الخلابة، فعلى حدود الإمارة مع سلطنة عمان تقع مدينة كلباء والتي تضم أكثر الشواطئ نقاءً وأشجار القرم (المانجروف) الخصبة. وتجذب المدينة كلاً من المقيمين والزوار الذين يأتون بحثاً عن الراحة بعيداً عن صخب المدينة.
يعد مركز خور كلباء لأشجار القرم من أفضل الأماكن لاستكشاف النظام البيئي الدقيق لأشجار القرم في الشارقة، وهو بمثابة أرض خصبة لأنواع من الطيور المحلية والنادرة مثل الرفراف ذو القُبة البيضاء (صياد السمك ذو القُبة البيضاء) ونقشارة سايكس. بُني مركز الزوار حول مستنقع لأشجار القرم منبثق من خور طبيعي ويشكل بحيرة تعتبر موطناً للسلاحف والحياة البحرية الأخرى، وغالباً ما تُرى الطيور المهاجرة فيه. ويمكن للزوار السير على طول مسار غابات أشجار القرم والتوقف عند تجاويف تنتشر حول الحديقة لمشاهدة الموائل الطبيعية لهذه الطيور الساحلية.
لتجربة مماثلة بالقرب من المدينة، فإن محمية واسط الطبيعية هي موطن لأكثر من 200 نوع من الطيور وتجذب عدداً كبيراً من مراقبي الطيور. تتميز المحمية بنظام بيئي متنوع على طول الكثبان الرملية الساحلية ومسطحات ملحية وبرك وبحيرة كبيرة تزدهر حولها النباتات وحيوانات المنطقة المحلية. كما يمكن مشاهدة المها العربي المهدد بالانقراض وهو يتجول بحرية داخل المحمية.
وبالعودة إلى قلب المدينة، يمكن زيارة جزيرة النور التي تجمع بين الفن والمناظر الطبيعية والفن المعماري الحائز على جوائز في تجربة واحدة ساحرة. وبالسير في ممر الجزيرة يمكنك استكشاف بيت الفراشات وهو أهم ما يميز الجزيرة، حيث يعد موطناً لأكثر من 500 نوع من الفراشات. ويمكن للزوار السير داخل بيت الفراشات والتمتع بألوانها المبهجة وأشكالها وأحجامها المتنوعة.
توفر الجزيرة كذلك لهواة الأدب والاسترخاء جناحاً خاصاً للأدب، حيث يمكنك الاسترخاء وقضاء الوقت مع كتاب ممتع. سيحب عشاق الفن نُصب OVO بتصميمه البيضاوي الذي يجمع بين الخشب وإضاءة مصابيح الليد الخافتة، والمياه لخلق تجربة بصرية فاتنة بينما تسير تحت القبة وتستمتع بجمالها من زوايا مختلفة. وأخيراً يمكنك التنزه على طول الممشى الخشبي لتنتقل إلى حديقة استوائية جميلة تضم أكثر من 70 ألف شجرة ونوع نبات، بما في ذلك النباتات المحلية والمهددة بالانقراض بالإضافة إلى شجرة زيتون عمرها 250 عام.
الإقامة
يقع فندق سنترو الشارقة في قلب الإمارة وبالقرب من مطار الشارقة الدولي، ويُعد مركز انطلاق مثالي لاستكشاف الإمارة. يقدم الفندق خدماته للضيوف من رجال الأعمال والسياح، حيث يضم 306 غرفة وجناحاً مجهزة بأحدث المعدات التي تتناسب واحتياجات المسافر العصري.
يتميز الفندق بمطعم سي تيست لتناول الطعام طوال اليوم، حيث يقدم مجموعة كبيرة من المأكولات العالمية فضلاً عن مطعم سي ديلي للوجبات الجاهزة السريعة على مدار 24 ساعة. كما يمكن للضيوف الراغبين بالاستمتاع بوقت فراغهم لأقصى حد استخدام صالة الألعاب الرياضية أو المسبح الخارجي الذي يتم التحكم بدرجة حرارته.
لمعرفة المزيد عن سنترو الشارقة يرجى زيارة rotana.com.